مصر | الصفدي: حل الدولتين السبيل الوحيد لإنهاء الصراع والقضية الفلسطينية هي المركزية الاولى للعرب

دعا وزير خارجية الأردن أيمن الصفدي، إلى إطلاق مشروع عربي يفتح آفاقا واسعة لعالم عربي أفضل.
وأكد الصفدي خلال اجتماع مجلس جامعة الدول العربية على المستوى الوزاري الذي عقد اليوم الاثنين في القاهرة، على تعزيز العمل العربي المشترك من خلال "بلورة مواقف موحدة، وإطلاق تحركات جماعية لترجمتها على الأرض نحو واقع أفضل يعيد الدور العربي الكامل، لحماية مصالح العرب، ووقف التدخلات في الشؤون العربية، وتكريس الأمن والاستقرار، وبناء البيئة الإقليمية التي تتيح تثمير طاقات الشعوب العربية الإنجاز والبناء والمستقبل الأفضل الذي يستحقون".
وقال: نحتاج مشروعا عربيا في هذا الزمن الصعب، مقوماته موجودة ضروراته بائنة وأدوات إنتاجه بأيدينا لنطلقه فعلا مثمرا يكسر العتمة، ويفتح الآفاق واسعة لعالم عربي، نستطيع معا أن نجعله أفضل.
واوضح الصفدي، إن "القضية الفلسطينية قضيتنا المركزية الأولى، وأساس الصراع، ومفتاح السلام العادل الشامل الذي تقوّض الإجراءات الإسرائيلية اللاشرعية فرص تحقيقه. من هنا تبرز الحاجة لتحرك عربي مبادر لإسناد الأشقاء، وإيجاد أفق سياسي حقيقي لتحقيق السلام."
وبحسب الصفدي فإنه "ثمة أهمية لإطلاق هذا التحرك الآن مع بدء إدارة أميركية جديدة عملها، لننخرط إيجابيا معها، ونبني على ما أعلنته من بوادر إيجابية".
ودعا الصفدي إلى "بلورة تحرك مشترك لإعادة إطلاق مفاوضات جادة وحقيقية، للتوصل لحل الدولتين، الذي يجسد الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة، وعاصمتها القدس المحتلة، على خطوط الرابع من حزيران/ يونيو 1967، لتعيش بأمن وسلام إلى جانب إسرائيل، وفق قرارات الشرعية الدولية، ومعادلة الأرض مقابل السلام، ومبادرة السلام العربية، سبيلا وحيدا لحل الصراع"، وفق قوله.
وقال "نحتاج تحركا مستمرا لحشد موقف دولي فاعل يواجه الخطوات الإسرائيلية التي تحرم المنطقة حقها في السلام العادل والشامل".
وأضاف ان "المستوطنات خرق فاضح لقرارات الشرعية الدولية يقتل حل الدولتين، الذي لا بديل عنه سوى حل الدولة الواحدة، حيث على العالم أن يواجه بشاعة، ولا إنسانية نظام ‘آبارثيد عنصري‘ أو على إسرائيل أن تحترم حق الفلسطينيين في المساواة في كل مناحي الحياة".
وتابع وزير الخارجية الاردني ان "الانتهاكات المستهدفة تغيير الوضع القائم في المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس، وتغيير هويتها العربية الإسلامية والمسيحية انتهاك للقانون الدولي، واستفزاز لمشاعر مئات الملايين من المسلمين والمسيحيين".
وأضاف ان "الملك عبدالله الثاني، صاحب الوصاية الهاشمية التاريخية على هذه المقدسات، يكرس كل إمكانات المملكة لحماية المقدسات وحماية هويتها".
وقال الصفدي "لا بد من عمل عربي ممنهج لحماية المدينة المقدسة، وتثبيت المقدسيين على أرضهم. فالسيادة على القدس المحتلة فلسطينية، والوصاية على مقدساتها الإسلامية والمسيحية هاشمية، ومسؤولية الدفاع عن القدس ومقدساتها فلسطينية أردنية عربية إسلامية دولية، في ضوء مكانة مدينة السلام، وخطر العبث بها وبمقدساتها على الأمن والسلم".
واكمل "نريد السلام شاملا ودائما، لكن الاحتلال والسلام نقيضان لا يجتمعان، والسلام شرطه زوال الاحتلال"، بحسب الصفدي.
وقال الصفدي "نلتقي في زمن عربي صعب، يجعل من تفعيل عملنا المشترك شرطا لخدمة مصالحنا وقضايانا. والتحديات تتفاقم، وتبعاتها على شعوبنا ودولنا تتعاظم".
واوضح انه "لا بديل عن فعل عربي منسق لتجاوز التحديات، والتصدي لانعكاساتها على أمننا المشترك، ومصالحنا وقضايانا المشتركة".
وأضاف أنه "لا بد من استعادة المبادرة والقيادة في مقاربة الأزمات الإقليمية، التي ندفع "نحن العرب أكثر من أي غيرنا" كلفة استمرارها وتفاقمها، ولا يعقل أن يغيب العمل العربي الجماعي في مواجهة أزمات تعصف بدول عربية، وتدمر مقدرات دول عربية، وتدفع أجيالا من الشعوب العربية إلى قيعان اليأس والحرمان والقهر والجهل والتشرد".
واردف "غيابنا فراغ يملؤه الآخرون على حساب مصالحنا"، داعيا إلى استدراك الوضع والتوافق على منهجيات عمل مشتركة لخدمة مصالح وقضايا وحقوق شعوب الدول العربية في راهن ومستقبل سمتهما الأمل والفرص والأمان والإنجاز".
وأوضح الصفدي أن "تقوية جامعة الدول العربية قوة لنا جميعا في خدمة مصالحنا المشتركة. وهي مظلة العمل العربي المشترك ليس هناك سواها بيتا عربيا جامعا"، متسائلا: يمكن أن تكون أفضل؟. وأضاف "بالتأكيد، فلنطور أداءها، ونقوي مؤسساتها، ونعيد لعملنا المشترك عبرها زخمه الضرورة".
وتابع الصفدي: نبني على ما يجمع، ونحترم خصوصيات كل منا، وما يجمع كثير، ويوفر أرضية صلبة للانطلاق منه نحو بلورة مواقف عربية منسقة إزاء قضايانا، وسبل معالجة الأزمات المشتركة.
وحول سوريا، قال الصفدي "لا تزال سوريا جرحا ينزف موتا ودمارا وتقويضا لدولة عربية رئيسة، وفشلت كل المقاربات السابقة في حل الأزمة، وحماية سوريا الدولة والشعب".
ودعا إلى "بلورة آلية عمل فاعلة، تولد دورا عربيا قياديا ينهي الغياب العربي عن جهود إنهاء الكارثة، على أسس تقدم سوريا وشعبها الكريم على أي اعتبار آخر".
وقال "ليتوقف القتال، ويدمر الإرهاب، وتستعيد سوريا أمنها وعافيتها ودورها، وتتوفر ظروف العودة الطوعية للاجئين، وتنتهي التدخلات الخارجية في شؤونها".
وأعاد الصفدي التأكيد على الوقوف مع العراق في حماية أمنه واستقراره، ودعم جهود الحكومة العراقية الكبيرة لتثبيت الاستقرار بعد النصر التاريخي الذي حققه العراق على العصابات الإرهابية.
وأضاف أن "دعم العراق في جهود إعادة البناء وتكريس الاستقرار، وحماية سيادته من أي تدخلات خارجية، شرط للأمن والاستقرار الإقليميين، ومصلحة عربية عليا".
وأكد الصفدي أن "أمن الخليج جزء لا يتجزأ من الأمن القومي العربي. ونقف في الأردن مع أشقائنا في دول الخليج العربي في أي خطوات يتخذونها لحماية أمنهم ومصالحهم".
واستطرد قائلا: كلنا نريد إنهاء التوتر في الخليج، وهذا سبيله معالجة كل أسبابه، وفي مقدمها وقف التدخل في الشؤون الداخلية للدول العربية، واحترام مبدأ حسن الجوار.
وأضاف: في وسط كل هذه التحديات برزت بوادر انفراج إيجابي في جهود حل الأزمة الليبية، تمثلت في انتخاب السلطة التنفيذية خلال مؤتمر الحوار في جنيف.
وأكد الصفدي أن "دعم هذه الجهود وضمان استكمال الطريق نحو استعادة استقرار ليبيا وتخليصها من التدخلات الخارجية أيضا ضرورة تتطلب تحركا عربيا فاعلا".
وعن اليمن، قال "ثمة أرضية لحل الأزمة في اليمن يجب تدعيمها" وأوضح أن "اتفاق الرياض خطوة وازنة نحو الحل يجب أن نعمل معا لضمان تنفيذه، لنتقدم بشكل سريع وعاجل نحو إنهاء الكارثة"، وفق قوله. فيما اعتبر أن "المصالحة التي حققتها قمة العُلا إنجاز نثمنه، سيسهم بشكل كبير في تعزيز عملنا الجماعي خدمة لمصالحنا".
وشكر الصفدي دول جامعة الدول العربية، تلبية دعوة الأردن ومصر، لعقد الجلسة غير العادية للجامعة لبحث الأوضاع العربية ودعم القضية الفلسطينية.




